خصائص التنظيم الفعال للفصل:
--------------------------------------------------------------------------------
يتميز التنظيم الفعال للفصل بالمرونة والاستقلال والضبط ، فالمرونة تتيح إحداث
التغيير حسبما تمليه الظروف ، والاستقلال يتيح الفرصة للمبادأة الفردية من جانب المعلم
والتلميذ ، والضبط أمر ضروري وجوهري لأداء أي مجموعة لوظائفها أداء منظمًا هادئًا
.
والتنظيم الفعال للفصل
يتسم بعدد من الخصائص نجملها فيما يلي :
أ تنظيم الفصل يجب أن يكون مرنًا
:
عند تخطيط المعلم لتدريسه يقدر أن يكون مجموعات عريضة من التلاميذ على أساس
تحصيلهم أو قدراتهم ، ولكن البحوث تشير إلى أن تجميع التلاميذ معًا أمر لا يمكن
تقديره مقدمًا في كل حالة ، وعلى ذلك يجب على المعلم أن يكون المجموعات لسد
حاجة أو لتحقيق هدف ما ، لذلك عليه أن يعدل طرق تجميع التلاميذ معًا بحيث يواجه
احتياجات التلاميذ الخاصة في وقت معين ومن الجائز أن يتخذ أكثر من أساس لتجميع
التلاميذ في الفصل في وقت واحد فمن الجائز مث ً لا أن يكون مجموعات عامة على
أساس القدرة ، وأخرى على أساس الاهتمام ، وثالثة على أساس تكوين الصداقة وكلها
تعمل في الفصل في وقت واحد
.
ب تنظيم الفصل يجب أن ينمي المناشط المستقلة
:
إن تنمية القدرة على العمل لدى التلاميذ مستقلين عن كل من المعلم وزملائهم الآخرين
تتوقف على صفة الاستقلال التي يبديها التلاميذ ، وتتميز هذه الصفة باستغراق التلميذ
فيما يؤديه استغراقًا تامًا بحيث لا يشتت انتباه الآخرين ولا يشتت الآخرون انتباهه
بسهولة ومشكلة المعلم هنا هي أن يتيح للتلميذ فرصًا متنوعة ذات مناشط ومواد
مناسبة
.
ج الجو الاجتماعي هام في الفصل
:
تأثير شخصية المعلم في جو الفصل يدل على أن أمام المعلم فرصة سانحة لكي ينظم
فصله وإجراءات تدريسه بحيث يهيئ الظروف والخبرات التي تؤدي إلى النمو
الفردي والجماعي السليم ورفع الروح المعنوية لدى التلاميذ لأن اتصال المعلم
بتلاميذه يكون مستمرًا
.
لذلك فإن مسالك المعلم تؤثر في الجو الوجداني والاجتماعي في غرفة الدراسة كما أن
قابلية المعلم للتكيف الاجتماعي تقدر العلاقات التي تقوم بينه وبين تلاميذه وتؤثر في
العلاقات بين التلاميذ أنفسهم
.
وعاطفة المعلم العطوف الودود تترجم نفسها إلى عاطفة صادقة تلقائية في مجموعة
التلاميذ ، وفي العديد من الدراسات وجد الباحثون أن المسلك التعاوني الديمقراطي
والتقدير لكل تلميذ على حدة والصبر والحكمة من بين السمات البارزة التي سجلها
التلاميذ للمعلم الذي ساعدهم أكثر من غيره وقد دلت الدراسات على أن الطرق
التحكمية تشبع لدى التلاميذ مسالك الاهتمام بالذات والتنافس مع الآخرين ، كما أن
السلوك المتهاون من جانب المعلم يميل إلى أن يحدث حالة من الفردية المتطرفة ومن
الاهتمام بالذات إلى حد الفوضى ، لكن بفضل القيادة الديمقراطية ينمو لدى التلاميذ
الاهتمام بمصلحة المجموعة ككل والاهتمام بالأفراد فيها والزمالة المثمرة بين أعضاء
المجموعة
د يجب أن يكون لتنظيم الفصل ما يضبط
:
لا يمكن لأي فصل أن يعيش في جو من الفوضى بل أن التلاميذ أنفسهم يثورون في
الجو المضطرب ولا يمكن العمل بالمناشط المستقلة أو الجماعية ما لم يتوافر
الإحساس بالنظام والضبط ، وإذا كان لمعلم الفصل أن يقدم الضبط والنظام الذي
يحتاج إليه كل التلاميذ وجب عليه أن يظهر الاحترام لكل تلميذ ، ويجب أن تكون
حدود السلوك مفهومه من جانب التلاميذ ، ويجب على المعلم أن يساعد التلميذ على
أن يشعر بالصلة بين أعماله وآثارها في الآخرين ، ولابد أن تكون هناك حدودًا
واضحة ومعترفًا بها يمكن للتلاميذ في نطاقها أن يجروا التجارب في مسالكهم مع
إعطائهم الحق في أن يرتكبوا بعض الأخطاء ، وينبغي على المعلم تشجيع التلميذ على
أن يكافح من أجل التوصل إلى أن يتقبل نفسه ويتقبله معلمه أو ولي أمره أو التلاميذ
الآخرون ومن المهم ألا يخلط بين النظام والعقاب لأن الهدف الأساسي من النظام هو
إرشاد التلاميذ حتى يتجهوا في نموهم نحو اهتمامات جديدة وفهم جديد لسلوكهم
وتصرفاتهم
.